لما كنا صغار .. تربينا على عقلية أن الرجل فقط من له الحق في ان يدخن بكل حرية بل عشنا المسألة
و رأيناها بالعين المجردة .. و لم نكن نسمع كثيرا
عن نساء تدخن في مجتمعنا .. بأن تتجرأ بوضع سيجارة في فمها أمام الملأ
و تشعلها و تبدأ في إذابتها الى آخر نفس بها .. و ترميها أرضا
لتدوسها برجليها الضعيفتين .. أو أن تنفخ في الشيشة في المقاهي
فتتشبه في الوضع بالرجل
نحن نعلم أن العادات و التقاليد و الدين يحضران على كلا
الجنسين احتساء أي مادة من شأنها التهلكة .. لكن
مادام الباب مفتوح على الرجل لأنه جنس خشن و لياقته و بدنه
و قوته و صلابته يتيحون له فعل ذلك ..
لكن المرأة باعتبارها جنس لطيف و تاج المجتمع .. فعليها تربية
نشأ صالح و أجسام صحية مادامت هي من تحمل في أحشائها
أولادا .. فلا بد أن تكون سليمة .. و تتمتع بصحة جيدة .
لكن في وقتنا الحالي .. و نظرا للتفتح على العالم الغربي في نطاق ما أسموه العولمة و التكنولوجيا و أجهزة الاتصال بأنواعها
تمردت بعض النساء عن كل القيود و الحتميات و الأعراف
و صارت تترجل حتى في طريقة مسك السيجارة و تناولها
بطريقة لا تختلف كثيرا عن الرجل .. بل أصبحت تدخن علنا
ضاربة عرض الحائط أضراره و عوارضه و نتائجه
فتجاوزت كل الحدود .. مادمن نلتقي بهن في كل مكان ...
الجامعات ، المقاهي ، السينما ، الأعراس ، الأفلام ، المسلسلات
أي أن موضة التدخين عند المرأة اقتحمت كل المجالات و الأمكنة.
لكن ... ما يمكن قوله في هذا الطرح أن دوافع المرأة في ذلك تختلف ..
فهناك من يدفعها تحضرها و تحررها و ثراؤها و تفتحها بأن تقلد الغربيات ..
يعني هي موضة و برستيج أمام الناس أي تمييزا لها عن الأخريات
و
هناك من تدفعها الظروف القاسية الى الهروب من واقعها و ألامها الى شارع لا
يرحم فتدخل ميدان الانحراف .. لتنسى همومها بان تجد في تدخينها ملاذا
لتتحول من بنت بريئة الى بنت هوى .